مهما كتبت اقلامنا عن الام الحنونة فلا نستطيع ان ناتيها حقها بالكامل
ضحكتها نظراتها صوتها أماكن جلوسها غضبها فرحها حرصها هل تخيلت أن يأتي يوم لا تنادي أمك أو يأتي يوماً أنك تراها ولا تراك تقف أمامها وهي عاجزة عن الوقوف بعد ما كانت تخاف عليك من الألم تراها تتألم أمامك وأنت عاجز لا تقدر على شيء متمددة على السرير الأبيض وأنت تعرف أنه يوماً أسود لأنها فارقت الحياة ولن تراها مرة أخرى وعندما كانت تحملك اليوم أنت تحملها وتضعها في قبرها هذي هي أمك وأمي لن تراها ولن تراك ولن تسمع صوتها ولو أعطيت فرصة للكلام لقالت يا أبني ...لاتبـــكي أمي وأمك ما أجمل هذا الإسم مهما كان عمرك إذا فقدت أمك فأنت يتيم ولو كان عندك ما عندك فأنت يتيم فمن ماتت أمه راضية عنه فسيعيش سعيداً وسيرى الخير في نفسه
أخي لا يحس المرء بالحزن إلا من ذاقه ولا يحس المرء باليتم إلا من تيتم فأن كنت تسمع أمك وتراها فأطل معها لأنه سوف يأتي يوماً لن تراها ، أمي وأمك يعجز الكلام والأقلام عن وصفها أو فضلها أو حبها أو رحمتها أو خوفها وواجبها وإخلاصها وحزنها وألمها
فهنياً لمن لديه أم يراها وتراه
هناك حديث :جميعنا كان يطبقه ففي الصحيحين عن أبي هريرة : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك، قال : ثم من ؟ قال : أمك، قال:ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من ؟ قال: أبوك. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من أكبر الكبائر بل جعل مرتبته بعد الشرك بالله تعالى، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا، قالوا: بلى يارسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس - فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور، فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت