بدأت صباح اليوم الخميس حملة موسعة لتدمير أكثر من 600 نفق حدودى بين مصر
وغزة، حيث وصلت إلى رفح 4 معدات ثقيلة لرفح تمهيدا لبدء عملية إغلاقها، لكن
المشكلة تكمن فى أن تدمير هذه الأنفاق يتم عن طريق إغلاقها بالحجارة
والكتل الصخرية والرمال فقط مما يسهل إعادة تشغيلها بمجرد انتهاء الحملة.
معوقات كثيرة تواجه عملية تدمير الأنفاق جراء انتشار المساكن الحدودية فى
محيط بوابة صلاح الدين والتى تنتشر فيها فتحات الأنفاق من الجانب المصرى
علاوة على وجود عشرات الأنفاق العميقة والتى يصل عمقها إلى أكثر من 30 مترا
تحت الأرض مما يستحيل معه تدميرها حتى بواسطة التفجيرات من فوق الأرض
بخلاف وجود خزانات وقود عملاقة بها آلاف الأطنان فى البيوت مما قد يشعل
المنطقة.
ومع أن الأنفاق هى مصدر الشر لمصر، فهى فى الوقت نفسه مصدر وشريان الخير
لغزة التى تمنح أصحاب الأنفاق تصاريح رسمية لمد خطوط مياه وكهرباء وأخشاب
لتبطين الأنفاق مقابل تحصيل نسبة من الإيرادات اليومية.
"اليوم السابع" رصدت الوضع فى رفح وردود الأفعال حول عملية تدمير الأنفاق
بعد العملية الإرهابية التى نفذتها عناصر فلسطينية ومصرية واستشهد فيها 16
من قوات حرس الحدود وأصيب 7 آخرين.
قالت مصادر مطلعة لـ"اليوم السابع" إن 4 معدات وصلت بالفعل إلى الحدود
شمال معبر رفح البرى وتعمل على إغلاق فتحات الأنفاق من الجانب المصرى،
وطالب الأهالى بتدميرها كاملا، مطالبين بلجنة محايدة من الرئاسة للوقوف على
حقيقة إغلاق الأنفاق وعدم تدميرها بما يمثل نوعا من الخداع.
وكانت مصر بالتنسيق مع أمريكا رصدت قبل 4 سنوات قرابة 100 مليون دولار
لإنشاء جدار عازل من الفولاذ أسفل الأرض للقضاء على الأنفاق شملت الخطة ضخ
مياه مالحة من البحر المتوسط فى التربة لمنع حفر الأنفاق، ورغم تنفيذ 4
كيلو من المشروع إلا أنه توقف عند الكتلة السكنية فى منطقة بوابة صلاح
الدين.
الزائر لمدينة رفح المصرية يجد بيوتا ومنازل محطمة وقرابة 10 بنايات بـ 4
طوابق فقط وهو عكس الحال فى رفح الفلسطينية التى يوجد بها عمارات وأبراج
شاهقة للغاية وبين الجانبين تمتد الأنفاق ومداخلها فى المنازل وتمر أسفل
المنشآت الحكومية والمدارس والعمارات والتى هبطت بسبب الأنفاق، كما أن هناك
أكثر من هبوط فى الطريق الرئيسى.